مقالات

أوراق مبعثرة

✍🏼 : خالد عمر مرعي

أول الكلام :

كم ورقة كتبت لأودع، ولكن لم أصل لإحساسي بعد.. كم كلمة كتبت، ونمقت، وعدلت، ونقحت، ولكن لم أصل لإحساسي بعد، كل الإحساس تكور في صدري، وأبى أن يرتمي في صدر الورقة، حاولت أن أجمع أشتاتي وأبعثرها على ورقة الزمن.

ورقة ثقافية:

إذا عرفنا الثقافة بأنها تلك العوامل التي تربط بسلم القيم والمعايير الأخلاقية، وتأتي نتاجاً طبيعياً لفكر وجهد الإنسان المستمر لحل مشاكله، وتكون في نفس الوقت الموجه لهذه الحلول، حيث تتمثل سلوكاً يدل على التعريف، تكمن نمط الثقافة المعنية وجدلية هذا التعريف، تكمن في تجديدها المستمر لأنه إذا فشل مجتمع في إحداث هذا التجديد المستمر وتمسك بالموروث من ثفافته، توقفت منه حركة الفكر وأصبح مجتمعاً من مجتمعات الإنحطاط والتخلف.

ورقة طبية: 

مريض.. علاجك في البنك

المريض :أريد أن أعرف سبب الهالات الزرقاء حول عيني؟

الطبيب:إنها بسبب الإرهاق والتعب الناجمين عن كثرة التفكير بالمستقبل.. لا عليك.. لماذا لا تريح نفسك وتنضم إلى حسابات التوفير.. في البنك “….”والذي سيؤمن لك راحة البال ويزيل عنك هذا العرض!

حوار سريع جداً جرى بين طبيب ومريضه، لم يكن العلاج فيه دواء في وصفة، إنما حساب في بنك يؤمن المريض من خلاله كل الراحة والأمان، وحتى لا تسترسلوا في التفكير دعوني ألفت إنتباهكم سريعاً إلى أن هذا الحوار لم يدر داخل عيادة طبيب ما، إنما كان حواراً تمثيلياً ضمن إعلان تجاري سمعته في إحدى المحطات الإذاعية يهدف للترويج لنوع من انواع الحسابات البنكية، إنه دواء جديد لم أسمع عنه ولم أقرأ عنه في أي كتاب من كتب الطب او حتى كتب الفلسفة من قبل، ولعله فتح من فتوحات الطب الحديث التي جربها مبدعوا الإعلانات، وحققوا من خلالها عيوناً صافية براقة تنضح بالدراهم، والغريب أنهم لم يجدوا وسيلة أخرى للتعريف ببضاعتهم سوى إستغلال ذاك المريض البائس الذي ربما كان سبب الهالات الزرقاء حول عينيه في الأصل وقف الخدمات وكثرة الديون التي تراكمت عليه من قروض البنوك، والفوائد المتراكمة على حساباتها.

 لا أعرف إن كان أصحاب الشأن في هذا الإعلان قد استشاروا طبيباً مختصاً عن مقدار المال الذي يجب إيداعه في ذلك الحساب، بحيث لا تنفع زيادته ولا يضر نقصانه.

آخر الكلام:

عواطف مبعثرة

حين أمتلئ بالحروف

أنسكب مداداً..

يتضوع للملمتك..

أنتظم..

متلبس بكِ..

أحيا لوجودك..

ويبعثرني الغياب مواتاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى