رسالة للعالم

الأمانة

✍️د. علي الشعواني 

ضد الخيانة، وأصل الأَمْن: طمأنينة النفس وزوال الخوف، والأمانة مصدر أمن بالكسر أمانة فهو أمين،
والأمانة: هي كلُّ حقٍّ لزمك أداؤه وحفظه.
قال تعالى: (لا تخونوا الله والرسول وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ) [الأنفال: 27]، أي: ما ائتمنتم عليه ..
وهذه الآية تشمل العبادات والمعاملات فمن الأمانة لله أن تقيم الصلاة وأداء الزكاة، وكذلك مِنْ الأمانة لله ان تتقي الله في السر والجهر وفي كل حال وفي كل مقام ومقال وعمل ..

ونستطيع القول: إن للأمانة مجالين رئيسين ومجالات الأمانة هي على النحو التالي:
الجانب المادي: ويتمثل في أداء الحقوق المادية إلى أصحابها كما هي دون نقصان، أو تشويه، أو تغيير، كالأعيان والأشياء المؤتمن على حفظها، فهذه يده عليها يد أمانة يلزمه التعويض بالقيمة، أو المثل في حال تقصيره أو تفريطه في حفظها، ويشمل ذلك أيضًا إتقان الأعمال التي يقوم بها الإنسان كالبناء، والزراعة وغير ذلك ويتقاضى أجراً على ذلك.

الجانب المعنوي: ويشمل القيم والمبادئ التي يلتزمها الإنسان في حياته، ويتقدمها أمانة الدين فهي من أعظم الأمانات وأشقها على النفس الإنسانية، فقد عجزت السماوات والأرض عن حملها كما صرح سبحانه وتعالى بذلك في قوله: “إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا” الأحزاب: 22، وتشمل أيضاً رسالة التعليم، ورسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتزام منظومة القيم والأخلاق الرفيعة، وكذلك ما توافق عليه العرف ولم يخالف الشرع، فهذه كلها أمانات مؤتمن عليها الإنسان، فالتزام صدق الحديث أمانة، وحفظ السر أمانة، وغير ذلك. ومن الأمثلة أيضاً على الأمانة، أمانة العلم، فتعلُّم العلوم على الوجه المطلوب أمانة، وكذلك أمانة التعليم، وذلك بقيام المدرس بمهمة التعليم بالشكل الصحيح والمطلوب، وأمانة التأليف والنشر، بأن يلتزم الدقة العلمية في تأليفه ونشره، من ناحية صحة المعلومات ودقتها، إن لم يكن فيها مجالٌ للاجتهاد أو الرأي، ومن ناحية نسبة المعلومات المقتبسة إلى مراجعها الصحيحة، وأصحابها، وهو ما يعرف بالأمانة العلمية .

وأما الأمان فهو شعور وإحساس الأشخاص والجماعات بالراحة والطمأنينة، مما يوفر لهم جواً مناسباً للقيام بكافة أشكال الأنشطة الحياتية اليومية بمعزل عن الخوف والقلق والتوتر.
وحقيقة أن الأمان هو رد فعل داخلي للأمن ولا يكون الأمان إلا بالأمن ..
وإذا توفرت الأمانة كان الأمن والأمان ..
والأمانة أوسع نطاقًا وأعم وأشمل وأكمل ..
ودمتم بود ..
..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى