مقالات

لم نحزن والله معنا

 

 

بقلم/ نواف شايع الحدري

 

لم يخلقنا الله لنحزن

نكتئب ونهتم؛بل خلقنا لنسعد بعبادته؛ والأنس بطاعته

والخلوة به حين نقف

بين يديه في كل يومٍ

وليلة خمس مرات

لأداءالصلوات المكتوبه “ولا يزال

عبدي يتقرب

إلى بالنوافل حتى احبه فإذا

أحببته كنت سمعه

الذي يسمع به وبصره

الذي يبصر به ويده الذي يبطشبها

ورجله التي

يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن إستعاذني  لأعيذنه” فكل خيرٍ يصيبا هو من الله نعمةً وفضلاً  منه علينا وما اصابنامن سوء فهو من جراء

تصرفاتنا وأنفسنا “لا

يكلف الله نفساً إلا

وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ” فالنكُن مع الله يكُن الله

معنا ؛؛ لقد أورثنا أنفسنا ضيق

الصدور  فحل علينا ضيق الصدور وما نحن فيه من إكتئاب وضنكٍ في العيش بإعراضنا عن ذكر الله والتوكلٍ على الله حق

التوكل ففقدنا بذلك الطمئنينة وراحة البال وهنيئة المعيشه ؛؛

ولو ان يقيننا بالله يقيناً حقاً لَما

وصلنا  لِما نحن فيه من الهم

والغم والكرب والحزن؛لكننا نسينا الله فأنسانا انفسنا

(ربنا لا تؤاخذنا بما فعلنا وفعل السُفهاءُ مِنا) ؛؛

لقدأغرتنا الدنيا وغرتنا

رغم علمنا بأنها دار

ابتلاء وهم وغم وحزن

ثم إنها دار فناء إلا

ما كان فيها من محبة لله والإيمان به

وتعظيمه وحُسن التوكل عليه وتفويض الأمر كله إليه ..! فلا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه

حسبنا الله ونعم الوكيل ؛؛ لِمَ نحزن

نتأسف إذا

تخلىٰ عنا صديق أو

حبيب أو رفيق عمر

“لِمَ نحزن و الله معنا”

ربنا عليك توكلنا وإليك

أنبنا فلا تكِلنا إلى أنفسنا فنعجز أو

إلى أحدٍ من خلقك فنضيع ؛؛ ربنا أعزنا ولا تُذلنا

وأكرمنا ولا تُهِنا وأغننا ولا تُفقرنا

وكُن لنا  ولا تكُن علينا وامكُر لنا ولا تمكُر

علينا ولا

تحوِجنا لأحد وأغننا عن كل

أحد ولا تُشمِت بنا أحد أنك أنت

الأحدُ الصمدُ

الذي لم يلد ولم يولد

ولم يكُن لهُ كُفواً أحد ..!!

وما أجمل ما أنشد

إيليا أبو ماضي

 

[[كَمْ تَشْتَكِي وَتَقُولُ إِنَّكَ مُعْدِمُ

وَالْأَرْضُ مِلْكُكَ وَالسَّمَا وَالْأَنْجُمُ؟

وَلَكَ الْحُقُولُ وَزَهْرُهَا وَأَرِيجُهَا

وَنَسِيمُهَا وَالْبُلْبُلُ الْمُتَرَنِّمُ

وَالْمَاءُ حَوْلَكَ فِضَّةٌ رَقْرَاقَةٌ

وَالشَّمْسُ فَوْقَكَ

عَسْجَدٌ يَتَضَرَّمُ

وَالنُّورُ يَبْنِي فِي السُّفُوحِ وَفِي الذُّرَى

دُورًا مُزَخْرَفَةً وَحِينًا يَهْدِمُ

فَكَأَنَّهُ الْفَنَّانُ يَعْرِضُ عَابِثًا

لوحاتِه قُدَّامَ مَنْ يَتَعَلَّمُ

وَكَأَنَّهُ لِصَفَائِهِ وَسَنَائِهِ

بَحْرٌ تَعُومُ بِهِ الطُّيُورُ الْحُوَّمُ

هَشَّتْ لَكَ الدُّنْيَا فَمَا لَكَ وَاجِمًا

وَتَبَسَّمَتْ فَعَلَامَ لَا تَتَبَسَّمُ

إِنْ كُنْتَ مُكْتَئِبًا لِعِزٍّ قَدْ مَضَى

هَيْهَاتَ يُرْجِعُهُ إِلَيْكَ تَنَدُّمُ

أَوْ كُنْتَ تُشْفِقُ مِنْ حُلُولِ مُصِيبَةٍ

هَيْهَاتَ يَمْنَعُ أَنْ تَحِلَّ تَجَهُّمُ

أَوْ كُنْتَ جَاوَزْتَ الشَّبَابَ فَلَا تَقُلْ

شَاخَ الزَّمَانُ فَإِنَّهُ لَا يَهْرَمُ

انْظُرْ فَمَا زَالَتْ تُطِلُّ مِنَ الثَّرَى

صُوَرٌ تَكَادُ لِحُسْنِهَا تَتَكَلَّمُ

مَا بَيْنَ أَشْجَارٍ كَأَنَّ غُصُونَهَا

أَيْدٍ تُصَفِّقُ تَارَةً وَتُسَلِّمُ

وَعُيُونِ مَاءٍ دَافِقَاتٍ فِي الثَّرَى

تَشْفِي السَّقِيمَ كَأَنَّمَا هِيَ زَمْزَمُ

وَمَسَارِحٍ فَتَنَ النَّسِيمَ جَمَالُهَا

فَسَرَى يُدَنْدِنُ تَارَةً وَيُهَمْهِمُ

فَكَأَنَّهُ صَبٌّ بِبَابِ حَبِيبَةٍ

مُتَوَسِّلٌ مُسْتَعْطِفٌ مُسْتَرْحِمُ

وَالْجَدْوَلُ الْجَذْلَانُ يَضْحَكُ لَاهِيًا

وَالنَّرْجِسُ الْوَلْهَانُ مُغْفٍ يَحْلُمُ

وَعَلَى الصَّعِيدِ مُلَاءَةٌ مِنْ سُنْدُسٍ

وَعَلَى الْهِضَابِ لِكُلِّ حُسْنٍ مِيسَمُ

فَهُنَا مَكَانٌ بِالْأَرِيجِ مُعَطَّرٌ

وَهُنَاكَ طَوْدٌ بِالشُّعَاعِ مُعَمَّمُ

صُوَرٌ وَآيَاتٌ تَفِيضُ بَشَاشَةً

حَتَّى كَأَنَّ اللهَ فِيهَا يَبْسِمُ

فَامْشِ بِعَقْلِكَ فَوْقَهَا مُتَفَهِّمًا

إِنَّ الْمَلَاحَةَ مِلْكُ مَنْ يَتَفَهَّمُ

أَتَزُورُ رُوحُكَ جَنَّةً فَتَفُوتُهَا

كَيْمَا تَزُورَكَ بِالظُّنُونِ جَهَنَّمُ؟

وَتَرَى الْحَقِيقَةَ هَيْكَلًا مُتَجَسِّدًا

فَتَعَافُهَا لِوَسَاوِسٍ تُتَوَهَّمُ

يَا مَنْ يَحِنُّ إِلَى غَدٍ فِي يَوْمِهِ

قَدْ بِعْتَ مَا تَدْرِي بِمَا لَا تَعْلَمُ

قُمْ بَادِرِ اللَّذَّاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا

مَا كُلُّ يَوْمٍ مِثْلُ هَذَا مَوْسِمُ

وَاشْرَبْ بِسِرٍّ حِصْنَ سِرِّ شَبَابِهِ

وَارْوِ أَحَادِيثَ الْمُرُوءَةِ عَنْهُمُ

الْمُعْرِضِينَ عَنِ الْخَنَا فَإِذَا عَلَا

صَوْتٌ يَقُولُ:

«إِلَى الْمَكَارِمِ» أَقْدَمُوا

الْفَاعِلِينَ الْخَيْرَ لَا لِطَمَاعَةٍ

فِي مَغْنَمٍ إِنَّ الْجَمِيلَ الْمَغْنَمُ

أَنْتَ الْغَنِيُّ إِذَا ظَفِرْتَ بِصَاحِبٍ

مِنْهُمْ وَعِنْدَكَ لِلْعَوَاطِفِ مَنْجَمُ

رَفَعُوا لِدِينِهِمُ لِوَاءً عَالِيًا

وَلَهُمْ لِوَاءٌ فِي الْعُرُوبَةِ مَعْلَمُ

إِنْ حَازَ بَعْضُ النَّاسِ سَهْمًا فِي الْعُلَا

فَلَهُمْ ضُرُوبٌ لَا تُعَدُّ وَأَسْهُمُ

لَا فَضْلَ لِي إِنْ رُحْتُ أُعْلِنُ فَضْلَهُمْ

أَحْبَابَنَا مَا أَجْمَلَ الدُّنْيَا بِكُمْ

لَا تَقْبُحُ الدُّنْيَا وَفِيهَا أَنْتُمُ ]]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى