جمعة مباركةمقالات

جمال حمدان

✍🏼د.علي الشعواني 

قدم الراحل العالم والمفكر الكبير الدكتور جمال حمدان أدلة في كتابه “اليهود أنثروبولوجيًا”، تؤكد أن اليهود الحاليين ليسوا هم أحفاد بني إسرائيل الذين خرجوا من فلسطين ما قبل الميلاد. وأثبت جمال حمدان أنهم ينتمون إلى امبراطورية “الخزر التترية” التي قامت بين “بحر قزوين” و”البحر الأسود”، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي.. وهذا ما أكده بعد ذلك الباحث اليهودي “آرثر بونيسلر” مؤلف كتاب “القبيلة الثالثة عشرة” الذي صدر بعد 9 سنوات من صدور كتاب جمال حمدان. وذكر جمال حمدان في كتابه : «إن يهود هذا الزمان، لا ينتمون إلى بنى إسرائيل ولا لهم أى صلة أو تاريخ بفلسطين، وأنهم من قبيلة الخزر التترية التركية، التى استوطنت شمال القوقاز فى جنوب روسيا، فى القرن الثامن الميلادى، وعندما سقطت المملكة انتشروا فى شرق أوروبا وروسيا، وهم الذين يعرفون بيهود الأشكناز». وعمل جمال حمدان على هدم أهم أسس المشروع الصهيوني ذاته القائم على «المقولات الإنثروبولوجية»، وأثبت أن قيام إسرائيل كدولة هو بالأساس «ظاهرة استعمارية صرفة»، قائمة على اغتصاب أرض لا علاقة لهم بها على الصعيد الدينى أو السياسي، لافتا إلى أن اليهود فى التاريخ، منقسمان إلى قسمين: الأول «يهود قدامى، ويهود محدثين»، والاثنان ليس بينهما أى صلة أنثروبولوجية؛ ذلك لأن يهود «فلسطين التوراة» تعرضوا طوال 20 قرنا من الشتات فى المهجر، لخروج أعداد ضخمة منهم بالتحول إلى غير اليهودية، ودخول أفواج لا تقل ضخامة من كل أجناس المهجر إلى اليهودية، مما أدى إلى اختلاط دموى بعيد المدى، انتهى بالجسم الأساسى من اليهود المحدثين إلى أن يكونوا شيئا مختلفا كلية عن اليهود القدامى.

ويستطرد الدكتور جمال حمدان قائلا: ” إن اليهود اليوم أقارب الأوروبيين والأمريكيين”، ومن هنا فإن اليهود في أوروبا وأمريكا ليسوا غرباء او دخلاء أجانب يعيشون في المنفي وتحت رحمة أصحاب البيت بل هم من صميم أهل البيت نسلا وسلالة لا بفرقهم عنهم سوى الدين, إذن اليهود غرباء فقط في فلسطين..

ولهدم أسس تلك الدعاية وتفنيدها علمياً أصدر المفكر والعالم الكبير جمال حمدان كتابه الشهير ” اليهود أنثروبولوجيا ” في فبراير عام 1967, وفيه أثبت أن 95 % من اليهود المعاصرين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين , كما أثبت كذلك أن الاضطهاد الذي تعرض له اليهود لم يكن بسبب التعصب الديني، وإنما يرجع إلي طريقة حياة اليهود واستعلائهم علي غيرهم من الأمم ، وهذا الكتاب تسبب في اغتيال صاحبه..

وختاما نقول: يسقط كذلك أي ادعاء سياسي للصهيونية في أرض الميعاد،
فبغض النظر عن أن القانون الدولي يتكفل بشجب ادعاءاتهم على أي أساس تاريخي أو ديني، فإن الأنثروبوجيا تبدد أي أساس جنسي قد يزعمون في هذا الصدد.
فمن ناحية، ليس اليهود قومية، ولا هم شعب أو أمة، بل هم مجرد طائفة دينية تتألف من أخلاط من كل الشعوب والقوميات والأمم والأجناس..

دمتم بود وصلى الله وسلم على خير الورى..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى