جمعة مباركةمقالات

انتبهوا من المسح والغسيل

انتبهوا من المسح والغسيل

✍🏼د.علي الشعواني 

إن المتأمل لحقيقة الثورات العربية يرى بما لا يدع مجالا للشك أن ما يحدث على الساحة العربية ليس ثورات شعبية تلقائية خرجت تنادي بمتطلبات تلك الشعوب، وإنما هي مؤامرة كبرى نفذتها الولايات المتحدة الأميركية، وبمساندة ودعم الموساد الإسرائيليّ وبعض الاستخبارات الغربية.
نعم، خطة ومسرحية محكمة الفصول، تم كتابة السيناريو الدرامي لفصولها في أروقة CIA والبنتاجون الأميركية، وحقيقة ماحصل على أرض الواقع في مصر وليبيا وسوريا وتونس واليمن ماهو إلا تجسيد وتمثيل لأحداث تلك المسرحيات.
وكل من شاهدهم
على ساحات العرض- عفوا في الميادين والساحات- ماهم سوى كمبارس قد لا يرقى أغلبيتهم إلى دور الممثل، ناهيك عن أدوار البطولة التي هم أبعد ما يكونون عنها.

وهنالك العديد من المؤلفات والدراسات والبحوث والكتب التي توضح الدور الأمريكيّ في تلك الثورات، ولعل من أجمل ما قرأت كتاب (الدور الأمريكيّ في الثورات العربية) للدكتور أحمد بن سعادة وهو أستاذ دكتور كندي من أصول جزائرية، وتميز كتابه بأنه مدعوم بالوثائق الدامغة التي توضح الدور الأمريكيّ في تلك الثورات.

وقد امتد ذلك الدور على مراحل التكوين والتأطير، والتدريب، والدعم اللوجيستي بل والمساندة الفعلية والميدانية .
وساهمت في ذلك العديد من الدوائر الأميركية، والتي تعنى بتصدير الديموقراطية مثل(الوكالة الأمريكيّة للتنمية الدوليةUSAID).

وكذلك الصندوق الوطني للديموقراطية، وغيرها من منظمات المجتمع المدني التي وقفت جنبا إلى جنب مع CIA ، وكل ذلك من أجل صنع الفوضى الخلاقة كما أسمتها وزيرة الخارجية الأمريكيّة السابقة كونداليزا رايس، وإعادة رسم خريطة الشرق الأوْسط بما يخدم المصالح الأمريكيّة والإسرائلية.
وكما ذكر بن سعادة أن عملية غسل الأدمغة للشباب العربي وخاصة المستخدم للنت قد بدأت قبل عام 2007م وفق خطة واسعة معدة مسبقا لغسل أدمغة الشباب، وبث الحقد ضد حكوماتهم وتصويرها بالحكومات الاستبدادية، والرجعية، والمتخلفة؛ حتى يتمكنوا من تلك المغالطات والأكاذيب من اختراق العقل الجمعي للشباب وتوجيهه كيفما أرادوا…

وربما تكون عملية “طوفان الأقصى” مؤامرة على حماس أو أنها فخ لهم أو كمين نصبه اليهود لحماس؛ كي يقعوا فيها، وللأسف أنهم وقعوا ضحية لهذا الفخ الإسرائيلي.

ولا يصدق أنه يمكن أن يحدث مثل هذا الخرق لأحد أكثر جيوش العالم تسليحاً وتدريباً ، وحدث هذا من قبل مجموعات من الشباب الذي سلاحه خفيف ومركباته ليست عسكرية ولا يمكن عقلاً تصور حدوث هذا دون حتى دوي صافرات للإنذار في مستخربات العدو ، فإذاً هي مؤامرة أو فخ نصبه اليهود لتنفيذ مخطط معروف لهم.

وهل هذه العملية هي سقوطاً استخباراتياً لتل أبيب، أم كان مجرد فصل فى مؤامرة مركبة، تهدف إسرائيل من خلالها إلى تمرير سيناريو التهجير القسرى للفلسطينيين؟!

فهنالك عدة تقارير كشفت أن الحراس على حدود إسرائيل مع غزة، والعديد منهم جنديات تشاهدن وتحللن مقاطع الفيديو وغيرها من البيانات التى تم جمعها بالقرب من السياج الإلكترونى المحيط بالقطاع، أرسلوا تقريرا مفصلا قبل أسابيع من عملية السابع من أكتوبر إلى ضابط المخابرات الأعلى رتبة فى القيادة الجنوبية؛ حيث احتوى التقرير على تحذيرات محددة منها: أن الفصائل الفلسطينية تتدرب على تفجير نقاط حدودية فى عدة مواقع، ودخول إسرائيل والاستيلاء على (الكيبوتز)، وفقا لشخص على اطلاع مباشر بمحتوى التحذيرات.

ووفقا للمصادر، فإن الجنود حذروا أن تحليلهم لعديد من مقاطع الفيديو أظهر أن رجال الفصائل الفلسطينية يتدربون على احتجاز رهائن، وأنهم شعروا بأن هناك هجوما وشيكا.

وجاءت المذكرة بعد رؤية قائد عسكرى فلسطيني بارز يشرف على التدريب، والذى تم التعرف عليه من قبل الحراس من خلال قاعدة بيانات الوجوه والهويات التى تحتفظ بها الوحدة 8200، وهى جزء من فيلق المخابرات الإسرائيلية.

وحقيقة أحسن المجاهدون بالدخول معهم في معركة لا تدع للأمة خيار غير مناصرتهم والوقوف معهم فيها (مع ما عندهم من انحرافات)؛ فإن الجهاد جهاد دفع، ويجب الوقوف فيه خلفهم.

أما الإرجاف والتثبيط والتخرص والتنظير بدون دليل فهو من الوقوف مع اليهود والانحياز لهم .

وختاما نقول إن هذا الواقع المؤلم تدعمه وثائق التاريخ التى تؤكد أن مخطط التهجير هدف إسرائيل القديم الذى لم يتوقف، وإن كان قد توارى لفترات عن الأنظار..
دمتم بود وصلى الله على خير الورى.

تويتر الصحيفة 

سهم الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى