جمعة مباركةمقالات

أفيضوا على إخوانكم

✍🏼د.علي الشعواني 

كم هو كريم هذا الشهر وكم نحن بخلاء.
البخل طبيعة بشرية، وأعتقد أنها تخص البشر فقط..
نحن بخلاء مع أنفسنا،
وبخلاء مع الآخرين.

لماذا لا نكون كُرماء مع ذواتنا!؟
لماذا لا نكون كرماء في عبادتنا!؟
لماذا لا نكون كُرماء مع أهالينا؟!
لماذا لا نكون كُرماء مع الأخرين ؟!

لماذا
نبخل بالكلمة الطيبة،
ونبخل بالصدقات،
ونبخل بحسن الخلق،
ونبخل بفعل الخير،
ونبخل بقول الحق ؟؟؟؟

هذا الشهر الكريم فرصة ثمينة لمراجعة أنفسنا
ونبذ صفة الشح والبخل التي تحيط بنا
من جميع النواحي وتفتك بمجتمعنا .

إننا إذا تأملنا في قوله تعالى(ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرًا لهم بل هو شرٌ لهم
سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة)

والبخل هنا واسع المعنى، ويشمل البخل بالمال، والعلم، والجاه، كما ذهب إلى ذلك السعدي وغيره من المفسرين..

لذا حبذا أن يكون هذا الشهر الكريم فرصة كبيرة جدا لكي نراجع نفوسنا، ونتعلم البذل والسخاء في عباداتنا، ومعاملاتنا، وجميع أفعالنا وأقوالنا مع ذواتنا وأقاربنا ومجتمعنا..

والجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة، كما جاء بالحديث، عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ((مَن أَصبَحَ مِنكُم اليَومَ صَائِمًا؟ قَالَ أَبُو بَكرٍ,: أَنَا. قَالَ: فَمَن تَبِعَ مِنكُم اليَومَ جَنَازَةً؟ قَالَ أَبُو بَكرٍ,: أَنَا، قَالَ: فَمَن أَطعَمَ مِنكُم اليَومَ مِسكِينًا؟ قَالَ أَبُو بَكرٍ,: أَنَا. قَالَ: فَمَن عَادَ مِنكُم اليَومَ مَرِيضًا؟ قَالَ أَبُو بَكرٍ,: أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا اجتَمَعنَ فِي امرِئٍ, إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ)) مسلم

عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ: ((قَالَ مَا مِن يَومٍ, يُصبِحُ العِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعطِ مُنفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعطِ مُمسِكًا تَلَفًا)) البخاري.

وعن أَبِي بُردَةَ عَن أَبِيهِ عَن النَّبِيِّ قَالَ: ((عَلَى كُلِّ مُسلِمٍ, صَدَقَةٌ فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَمَن لَم يَجِد؟ قَالَ: يَعمَلُ بِيَدِهِ فَيَنفَعُ نَفسَهُ وَيَتَصَدَّقُ. قَالُوا: فَإِن لَم يَجِد؟ قَالَ: يُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلهُوفَ. قَالُوا: فَإِن لَم يَجِد؟ قَالَ: فَليَعمَل بِالمَعرُوفِ وَليُمسِك عَن الشَّرِّ فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَةٌ)) البخاري.

قال النَّبِيٌّ: ((وَلَيَلقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُم يَومَ يَلقَاهُ وَلَيسَ بَينَهُ وَبَينَهُ تَرجُمَانٌ يُتَرجِمُ لَهُ، فَلَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَم أَبعَث إِلَيكَ رَسُولًا فَيُبَلِّغَكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. فَيَقُولُ: أَلَم أُعطِكَ مَالًا وَأُفضِل عَلَيكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. فَيَنظُرُ عَن يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ، وَيَنظُرُ عَن يَسَارِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّم))َ.
قَالَ عَدِيُّ بن حاتم سَمِعتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: ((اتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقَّةِ تَمرَةٍ,، فَمَن لَم يَجِد شِقَّةَ تَمرَةٍ, فَبِكَلِمَةٍ, طَيِّبَةٍ,)) البخاري.

عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ((قَالَ اللَّهُ: أَنفِق يَا ابنَ آدَمَ أُنفِق عَلَيكَ)) البخاري

وكلنا يرى حال إخواننا المسلمين في غزة فيجب علينا مساعدتهم، ومد يد العون لهم خاصة في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان، فمع مرور ستة أشهر من الحرب المتواصلة، انعدمت مقومات الحياة لسكان غزة، واستنفاد المواد الغذائية، في وقت يعيش معظم السكان في العراء، بعد أن فقدوا منازلهم التي تعرضت للتدمير من قبل إسرائيل، أو نزحوا منها من شمال غزة إلى جنوبها.

أفيضوا من الخير على إخوانكم، فما نقص مال من صدقة كما قال النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه

دمتم بود وشهركم مبارك وصلى الله وسلم على خير الورى..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى