جمعة مباركةمقالات

تصفيق المغفلين

✍🏼د.علي الشعواني 

ظن البعض مؤخرا أن الحرب بين إيران وإسرائيل قد تندلع بين لحظة وأخرى، والثابت في السياسة الخارجية الإيرانية على مدى الثلاثين سنة الأخيرة أنّها قائمة على البراغماتية الصرفة التي تمتزج بالانتهازيّة والمغالطة والزور.
سياسة تضمر عكس ما تظهر، تجلّت مجمل أبعادها في علاقة إيران المزيفة بكلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل،
وكل التصريحات الإيرانية هي تصريحات كاذبة لا تنطلي إلا على المغفلين .

كلُ من كان يتوقع أن حرب غزة هي فرصة إيران لتنفيذ وعيدها بإنهاء إسرائيل من الوجود، فوجئوا بحجم الخذلان الإيراني وقدرة النظام على هضم الإحراج الهائل الذي يعانيه في عيون أجنحته التي كانت تصدق أكاذيبه وحلفاءه في الإقليم قبل عيون خصومه..

العجيب والغريب أن هنالك العديد من المغفلين مازالوا حتى اللحظة يصفقوا لإيران .

ومن يقرأ في التاريخ خصوصا في الفترات التي استولى الروافض فيها على الحكم في بعض البلاد العربية والإسلامية كالفاطميين والصفويين، وارتكابهم الجرائم والبشاعات والمآسي والكوارث يدرك الخطر الكبير لتحول المجتمعات العربية للتشيع.

ولقد شنت وسائل الإعلام الإيرانية واللجان الإلكترونية التابعة للسلطات- على مواقع التواصل الاجتماعي- حملة منظمة لاستخدام “أخبار مزيفة”، ونشر معلومات كاذبة حول الهجوم الإيراني على إسرائيل، والذي كان في الواقع مسرحية فاشلة واضحة المعالم،فلم يسقط من جميع الصواريخ والمسيرات الإيرانية إسرائيلي واحد، ولم تصب مبنى في إسرائيل، وكلها بالونات هوائية تم إسقاطها كلها بدون إصابات في إسرائيل..

والحقيقة أن الحملة الإعلامية الإيرانية المنسقة، التي اشتدت في الأيام الأخيرة، هي جهد يقوده النظام الإيراني للتعويض عن الأزمات والإخفاقات المتلاحقة في مجال السياسة الداخلية والاقتصاد، والسياسة الخارجية من خلال تقديم صورة منتصرة وبطولية في الفضاء الافتراضي فقط ولا مكان لها في أرض الواقع ..

المؤسف جدًا أن بعد هذا الكذب كله وبعد الضربات الإسرائيلية القوية، والمدمرة للقنصلية الإيرانية في دمشق ثم الرد الإسرائيلي القوي والمدمر في إيران ما زال البعض يصدق أكاذيب إيران..
دمتم بود وصلى الله على خير الورى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى