جمعة مباركةمقالات

الغوغاء

✍🏼د.علي الشعواني 

يقول المفكر والعالم الاجتماعي العراقي الدكتور علي الوردي في كتابه “الأحلام بين العلم والعقيدة”: سأصارح القارئ بقول قد لا يرتضيه مني،وهو: أني كنت في العهد البائد أخشى من غضب الحاكم ، وقد أصبحت في العهد الجديد أخشى من غضب “الغوغاء”، وأرجو من القارئ ألا يسيء فهم قولي هذا؛ فالغوغاء ظاهرة اجتماعية موجودة في كل مجتمع، وكلما اشتد الجهل ازداد خطر الغوغاء..

نرى الماسونية العالمية والصهيونية تركب الدهماء والغوغاء في المجتمعات العربية، وما صنعته منظمة حماس ماهو إلا استدراج لهم حتى وقعوا في الفخ الذي قُتل بسببه ما يزيد عن خمسين ألف فلسطيني، وهجروا ما يزيد عن مليونين، وأصيب ما يزيد عن نصف مليون، ودمرت المساكن والبيوت، والمستشفيات، والمدارس، والمساجد، والشوارع، والبنية التحتيه، وكذلك نرى النصف الثاني مِن الغوغاء يدافع عن إسرائيل، ويبحث لها عن المبررات والأسباب، وأصبحنا بين نصفين: نصف متحمس متهور جدا لم يحسب حساب النتائج، وألقى بالشعب الفلسطينى في أتون الحرب، وقسم آخر منسلخ عن دينه وقوميته العربية والإسلامية.

الكل يراقب عالميا ما تقوم به الحكومة السعودية من ضغط دولي كانت نتائجه: اعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية، وكان الفضل لله عزوجل ثم لولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظه الله .
وبتوفيق الله عزوجل ثم ضغط الحكومة السعودية اعترفت كلٌ من ايرلندا وإسبانيا والنرويج وعدد من الدول مما جعل الحكومة الأمريكية تجتمع مع هذه الدول خلال الأسبوع الحالي .

نرى دعم الحكومة السعودية والمصرية للقضية الفلسطينية على جميع الأصعدة: العالمية، والإقليمية، والدولية، ناهيك عن المساعدات المستمرة لغزة، ومع ذلك نرى الغوغاء يصفقون للصواريخ والبالونات الحوثية التي لم تقتل هرة إسرائيلية، ولم تصل إسرائيل أصلًا، والبعض منهم يصفق للصواريخ الإيرانية التي لم تصل إسرائيل كذلك، وكلها استعراض وفقاقيع إعلامية، للأسف صنع لنا الغوغاء أبطالا من ورق في اليمن وإيران ..

واليوم يواصل الرافضة وحلفاؤهم من الأمريكان والإسرائليين والمغفلين والغوغاء في العالم العربي الدور التخريبي الخطير؛ بحيث يهيئون للتتار الغرب احتلال البلدان العربية، فيعملون على إضعافها وإثارة المناطقية، والتشجيع على الانفصال في بعض أجزائها، وزعزعة الأمن والاستقرار كما حدث في اليمن وسوريا ولبنان..

حفظ الله حكومة خادم الحرمين الشريفين وبلاد الحرمين وجميع بلاد المسلمين من كيد الخائنين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ودمتم بود ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى