جمعة مباركةمقالات

إسرائيل ليس يعقوب

✍🏼د.علي الشعواني 

أول أمر ينبغي أن نلاحظه هو أن إسرائيل رجل صالح ليس من ذرية النَّبيِّ إبراهيم.

قال تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا} (مريم 58).

لقد ذكر النَّصُّ (وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ)، وذريته تبدأ من إسحاق، ويعقوب، ويوسف، ومن يأتي بعدهم، فالنَّبيُّ يعقوب هو من ذرية النَّبيِّ إبراهيم عليهم السلام جميعاً، والخطاب يتضمنه ضرورة، وبما أن النَّصَّ قد ذكر (إسْرَائِيلَ) معطوفاً على النَّبيِّ إبراهيم، فقطعاً غير داخل في خطاب (وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ) لأن ذلك عبث، وحشو، منزه عنه النَّصُّ القرآني، والمقصود هو اشتراك النَّبيِّ إبراهيم، وإسرائيل في جملة (وَمِن ذُرِّيَّةِ) بمعنى، ومن ذرية إبراهيم، ومن ذرية إسرائيل، وعدم تكرار كلمة (ذرية) لإسرائيل هو للدلالة على اشتراك ذريتهما وتداخلهما معاً.

والدليل الآخر: هو أن يعقوب قد ذكره الله في كتابه بأنه نبي وإمام{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ *وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} (الأنبياء 72-73) {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً} (مريم 49).

بينما لم يذكر الله إسرائيل كنبيٍّ أبداً، مع ذكر نبوة الجميع فرداً، فرداً. ما يدل على أن إسرائيل ليس نبياً، وبالتالي ليس هو النبيَّ يعقوب..

وكذلك لو نظرنا الى سفر التكوين إصحاح 43
6 فَقَالَ اسْرَائِيلُ: «لِمَاذَا أسَاتُمْ إلَيَّ حَتَّى أخْبَرْتُمُ الرَّجُلَ أنَّ لَكُمْ أخا ايْضا ؟» 8 وَقَالَ يَهُوذَا لإسْرَائِيلَ أبيه: «أرْسِلِ الْغُلامَ مَعِي لِنَقُومَ وَنَذْهَبَ وَنَحْيَا وَلا نَمُوتَ نَحْنُ وَأنْتَ وَأوْلادُنَا جَمِيعا. 11  فَقَالَ لَهُمْ إسْرَائِيلُ ابُوهُمْ: «إنْ كَانَ هَكَذَا فَافْعَلُوا هَذَا: خُذُوا مِنْ أفخَرِ جَنَى الأرض فِي أوْعِيَتِكُمْ وَانْزِلُوا لِلرَّجُلِ هَدِيَّةً. قَلِيلا مِنَ الْبَلَسَانِ وَقَلِيلا مِنَ الْعَسَلِ وَكَثِيرَاءَ وَلاذَنا وَفُسْتُقا وَلَوْزا.
نفس الملاحظة في قصة النبي موسى أكثر قصة تكررت وأسهب لأدق تفاصيلها في نصوص القرآن، والتي لم تشر قط إلى بنوة بني إسرائيل لإبراهيم أو يعقوب (إسرائيل المفترض) عكس نصوص العهد القديم التي كانت حريصة على تجسيد هذا الرابط بدمجه في كلام الله لموسى..

فهل يعقل أن يكون إسرائيل هو يعقوب في نفس الوقت الذي لم يذكر فيه إسرائيل ولا مرة واحدة في أي آية من الآيات السابقة كابن لإسحق وحفيد لإبراهيم عليهم السلام ؟؟؟!!!
هل يعقل أن نعتبر أن كلا من يعقوب وإسرائيل شخص واحد؟!!، في الوقت الذي لم يذكر فيه القرآن الكريم آية واحدة يقول فيها: إبراهيم وإسحق وإسرائيل والأسباط ؟؟
وفي الوقت الذي لم يرد ذكر اسم “إسرائيل” ولو مرة واحدة في سورة يوسف بدلاً من يعقوب ؟؟
وفي الوقت الذي لم يذكر فيه القرآن الكريم من أوله لآخره قرينة واحدة يمكن من خلالها الربط بين يعقوب وإسرائيل ؟؟
هل هذا يعقل يا أولي الألباب؟؟

لم يرد نص واحد في القرآن الكريم يذكر إسرائيل على أنه نبي.
بل إن النص الذي ورد فيه تحريم إسرائيل الطعام على نفسه يشير إلى أنه ليس بنبي.
لأن النبي لا يملك أن يحرم أو يحلل من تلقاء نفسه.
ولأن يعقوب عليه السلام، كان يتبع ملة إبراهيم حنيفاً، التي بها ما هو حلال وما هو حرام، ولم يكن بحاجة إلى أن يحلل أو يحرم.
ولم يحدث وأن تم إدراج “إسرائيل” كواحد من الأنبياء ومعطوفاً عليهم مثل يعقوب عليه السلام , ,الآية رقم 58 التي وردت بسورة مريم لم يذكر فيها إسرائيل كنبي، وإنما كرأس ذرية لبعض الأنبياء الذين ذكروا في أول السورة مثله في ذلك مثل من حمل الله تعالى مع نوح.
فلم يقل أحد أن من حملهم الله تعالى مع نوح كانوا أنبياء !!

ولا يوجد نص واحد في القرآن الكريم ورد على لسان كل أنبياء بني إسرائيل بدءاً من موسى وكل نبي جاء بعده حتى عيسى عليه السلام يخاطب بني إسرائيل إلا بقوله يا بني إسرائيل , ولم يحدث وأن خاطبهم أحد بقوله يا بني يعقوب ولو لمرة واحدة..

الخلاصة بني إسرائيل أكذب أمة عرفها التاريخ البشري
ينتسبون كذبًا للأنبياء ويزوّرون التاريخ إنسانًا ومكانًا
والأدهى من ذلك أن من يدعون الآن أنهم من بني إسرائيل هم مجموعات من المرتزقة مِنْ آفاق الأرض، وتم طردهم من أوروبا الشرقية، وروسيا وغيرها، واحتاروا هل يطردونهم إلى الأرجنتين أم إلى جنوب إفريقيا و أوغندا، وكان برنامج أوغندا البريطانية خطة لمنح جزء من أفريقيا الشرقية البريطانية للشعب اليهودي كوطن.
وقدم العرض وزير المستعمرات البريطاني جوزيف تشامبرلين للمنظمة اليهودية بقيادة تيودرل هرتزل عام 1903. وعرض عليه منطقة بمساحة 5,000 ميل مربع (13,000 كـم2) من هضبة ماو، في ما يعرف اليوم كينيا وجاء العرض رداً على ارتكاب المذابح ضد اليهود في روسيا، وكان من المأمول أن تصبح المنطقة ملجأ للمضطهدين اليهود أو بالأصح للمخربين اليهود .

والحقيقة أن الغرب زرع إسرائيل في الوطن العربي لكي يتخلص منهم.

وإسرائيل هم أحقر وأفسد المجتمعات البشرية التي لا دين لها ولا عرق ولا حضارة ولا تاريخ ..

دمتم بود وصلى الله وسلم على خير الورى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى