شذرات قلم

بعد منتصِف الليل

✍️أ. نوف العولقي

بعد مُنتصفِ الليل، التحفَتْ بي تِلك الأحاسيسُ المُؤرِّقة، التي طالما كنتُ أُحاوِلُ جاهِدةً تناسيها‬‬‬‬‬‬، ذهب الجميعُ بذاك السُّهاد، وأنا بقيتُ على جمرِ الذِّكريات، تارةً أشعرُ بالحنين، وتارةً يُمزِّقُني الأنين، وفي كل مرةٍ، أُهدِِرُ من مُقلتي ألفَ دمعةٍ مع غصاتٍ حارِقةٍ من الحزن، تتدحرجُ ببطءٍ على صدري، تحولُ بيني وبين الشَّهيق، تشعِرُني بالاختِناق وبذاك الصِّعاب، ما أوحش ليلي الذي كُنتَ فيه أُنْسي ورفيقي، كنا نحتسي أجمل القُبُلات، وننسجِم بمشاعِرِنا بِتناغُمٍ آسر
أمَّا الآن، وآهٍ من الآن، ليتهُ لم يكُن ويعودُ ما مضى، ويصبِحُ الماضي قيدَ الحاضر، ليتنا نستطيع أن نُعيدَ شريطَ الذِّكريات ونتباطأ في سردِ تلك اللحظات
أصبح بداخلي ضجيجٌ يشعِرُني بِالرَّهبةِ والخوف، أتمنى أن تصيبني غيبوبة حتى تنتهي تِلك الساعات، وينبثق نور الصباح، فأشعرُ بالارتياح، وينتهي كابوسُ الحنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى