شذرات قلممقالات

(قنينة عِطرِك)

✍️نوف العولقي

ربَّما لأنني لستُ كسائرِ البشر، فقد غرقتُ بشذى عِطرها منذُ دخولِها الأول،
أغمضتُ عينَيّ وأنا أستنشق بكلِّ نهمٍ عبيرها، لأعيشَ في تفاصيلِها،
لأقرأ مكنونَها الغزير،
لأتدفأ بين طيَّاتِ ضلوعِها ..
وكلَّما ازدادت شدَّةُ الرائحةِ، أعلمُ أنَّها مقبلةٌ عليَّ، فترتعشُ ذرات جسدي،
معلنةً توقها وتيمها لشخصِها الفخم ،هي أُنثى تُبعثرُ ذكوريّتي، وتُشتِّتُ برمجتي،
تجعلني على الدوامِ مجنونها ..
أُنثى بقالبِ حلوى، وكأنها زهرةٌ قُطِفت من بساتينِ الجمالِ،
أذيبيني أكثرَ في تفاصيلِ عِطرِك ..
في نظراتِ مُقلتيك ..
في رمشةِ اهدابِك ..
في ابتسامةِ ثغرِك ..
في مشيتِك، وتراقصِ كعبِ قدمِك ..
دعي جلجلةَ خُلخالِكِ تُعلنُ انهزامي أمامَك، وبؤسي دونَك. أرجوكِ ..
لا تُخرجي قنينةَ عِطرِك..
لا تزيدي فوحَ الرَّذاذِ أكثر ..
فما فعلَتهُ الذَّراتُ القليلةُ، كافٍ لأن تُغرِقني فيكِ، وتكبِّلُني بقيدِ حُبِّك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى