رشقة سهممقالات

الحزن حالة والسعادة قرار

✍🏼احمد عزير

في بداية المقال دعونا نعرف بالحزن ما الحزن أو ما التوصيف الأدق في تعريف الحزن وكذلك السعادة !
الحزن :ألم نفسي يوصف بالشعور بالبؤس والعجز، غالباً يعد الحزن هو عكس الفرح وهو شبيه بالهم، الأسى، الكآبة، اليأس.

بينما السعادة هي :الشعور الداخلي بالبهجة والسرور، بحيث ينعكس على الحالة النفسية والمزاجية للشخص، مما يجعله ينظر بشكل إيجابي للحياة وللأشياء،
حقيقة الباعث حول كتابة المقال ذلك الحوار المتلفز

للشاعر الراحل نزار قباني
حيث وصف الحزن بانه حالة مرتبطة بالوجدان العربي وانه ممتد عبر الزمان والمكان منذ عهد كربلاء ويمتد عبر عشرات الآلاف من الكيلومترات وأنه ليس بمقدوره أن يكون شاعرًا سعيدًا

ولا أن يكون شاعرًا سويديًا نسبة الى السويد الدولة الأوروبية ” اكبر معدلات الانتحار في السويد ” وأن الحزن في اشعاره ليس حالة خاصة بل هي حالة عامة وهو جزء من هذه الحالة .

الحقيقة في رأيي المتواضع أن حالة الحزن تترسب في النفس بسبب تخزينها بالعقل الباطن وتستظهره المواقف وتستدعيه لذلك هو أبلغ من السعادة ذلك الشعور البسيط الذي نعبر عنه لحظيا ولا يترك أثرًا وندبًا كما هو الحال في حالة الحزن .

وأعتقد جازمًا بأن الحزن نسبي يعني يختلف من شخص لآخر فما يحزنك أنت ليس بالضرورة بنفس المقدار والأثر أن يُحزن غيرك .

للأستاذة الكاتبة سمر المقرن مقالًا لطيفًا عن الحزن والفرح وايضا تؤكد بأننا في العالم العربي نتلذذ بالحزن أكثر من الفرح

وهنا اقتبس جزءا مما اوردته الكاتبة”: نحن في العالم العربي بشكل عام نتلذّذ بالحزن، ونتفنّن في طقوسه، بل ولدينا حالة رعب من الفرح والسعادة تم تخليدها بالكتب والعبارات الدارجة مثل: (مع كل فرحة ترحة)

ما يجعل هناك حالة تخوّف من الضحك والفرح والسعادة تتمثَّل لدى – بعضهم- جملة: (اللهم اجعله خير).. عندما تأتي على سبيل التخويف وتوقّع الأحداث الناتجة عن التشاؤم!”

حقيقة السعادة قرار بيدك أنت تصنعه وتتلبسه لذلك هناك ممارسات يومية يجب أن تتخلص منها هو ذلك الشعور بالحزن وحالة الخوف من المستقبل ، يجب أن تمر على حالة الحزن بسرعة لك الحق في الحزن على وفاة قريب أو حبيب أو صديق لرؤية عارض يعترضك يستدعي حالة الحزن

لكن مر عليها مرور الكرام حاول أن تقفز من مركب الحزن إلى مركب السعادة حتى لو مصطنعة ! نعم حتى لو تصطنعها فقد قيل ” السعادة مصطنعة “.
جزءكبير من السعادة هي القناعة بما أنت عليه وما حصلت عليه وماهو بين يديك ،

متلازمة الحزن يغذيها ذلك الشعور بأنك تستحق أكثر مما انت عليه الآن لذلك نحن نستغرب أن يكون مليونيرًا وحزينًا وفقيرًا يعمل بالأجرة اليومية ويضحك ملء شدقيه وينام مسرورًا ملء عينيه

وذاك جفاه الكرى لإنه يريد أن يكون مليارديرًا واستعصى عليه ذلك فهو من جراء ذلك حزينًا .
للحزن حالات اشدها الكظم والكمد يقول الله تعالى: وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم “

وقال الشافعي :
إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ
فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنهُ وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَموت
اخلقوا حالة الفرح انثروا السعادة في محيطكم تخلصوا من حالة الحزن

 بعض الآباء تجده بين أبناءه عابسًا عبوسًا لايتبسم ولا يتبسط وكذلك بعض مشايخ الدين تجده مكفهرًا مقطب الجبين لا يبتسم في وجوه الناس في البرامج التلفزيونية أو في حياتهم اليومية و كأنه يرى بصنيعه ذلك يسلبه المهابة والإجلال

و ذلك صنيعًا لم يفعله رسولنا الكريم حيث ما شوهد الا مبتسمًا وذكر ” لا تحقرن من المعروف شئيا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق “

وقال لرجل أتاه يحدثه فأرتعدت فرائصه فقال له بأبي هو وأمي :”هون عليك، فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد في هذه البطحاء”
ابتسم.. فليس هناك ما تخسره ، فربك موجود ، ورزقك مكتوب ، وعمرك محدود ،

كُن جميلاً ، لكي ترى الجمال حولك دائماً ،لا شيء يستحق الحزن والندم في حياتك ، سوى تقصيرك في حق الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى