حتى متى ؟؟

✍🏼د.علي الشعواني

إلهنا في هذا الشهر الكريم نلوذ بجنابك، ونطرق بابك.
إلهنا، إن الرغباتُ بك موصولة، والآمال عليك مقصورة، والنفوس لفضلك ضارعة، والوجوه لوجهك عانية، والأرواح إليك مَشوقة، والأماني بك مَنُوطة، والأيدي نحوك مبسوطة، والهمم إلى طلب مرضاتك مرفوعة، وآلاؤك عند جميع الخلق مشهودة ومسموعة، فآتِنا اللهم من لَدُنك ما لاق بكرمك، وانفِ عنّا ما قد نفانا عن بابك، واشرح صدورنا للثقة بك، ووفقنا لما يُبيِّض وجوهنا عندك، ويُطيل ألستننا في تحميدك وتمجيدك.
إلهنا، إن لنا إخوة في غزة تقطعت بهم الأسباب، وطال بهم الحصار، وغاب عنهم الأنصار، ولا مأوى لهم ولا دار.
وليس إلا أنت يا نعم المولى ونعم النصير، ارفق بهم، وسدد رميهم، واهزم عدوهم، وعجل نصرهم ..

اليوم ما يزيد عن ال 172 يومًا للعدوان على قطاع غزة، ومع استمرار عملية الاحتلال على مجمع الشفاء الطبي، استشهد عشرات الفلسطينيين؛ بسبب الحصار ومنع وصول الأدوية، بل إن أعداد القتلى قد تجاوز الستين ألفا منذ بداية الحرب، وحسب التوقعات فإن عدد المصابين تجاوز نصف مليون، وأما المشردين فكل سكان غزة أصبحوا مشردين أي ما يزيد عن مليونين ونصف المليون مشرد.

ولا زال يواصل جيش الاحتلال لليوم الخامس على التوالي اقتحام مستشفى الشفاء الذي كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح، وينفذ حملة اعتقالات واسعة بصفوف النازحين، ويقصف المنازل المحيطة بالمستشفى، مما خلّف عشرات القتلى والجرحى..

إن الهجمات الإسرائيلية المتكررة والدمار الشامل والإبادة الجماعية التي قامت بها إسرائيل في غزة تعري منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وكل من يتشدقون بالنظام العالمي لحقوق الإنسان..

ولقد أكد المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو أن الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل تشكل حالة إبادة جماعية صريحة وصارخة،
كما نشر العشرات من الأكاديميين الفلسطينيين والعرب والأفارقة والآسيويين والأميركيين والأوروبيين مقالات افتتاحية وبيانات صحفية في الأسابيع الأخيرة تستحضر مواقف مماثلة..

وختامًا نقول: حتى متى يستمر هذا القتل والدمار والإبادة الجماعية في غزة؟!

اللهم رد عن أهل فلسطين وغزة كيد إسرائيل، وفل حدها، وأزل دولتها، وأذهب عن أرضك سلطانها، ولا تدع لها سبيلاً على أحد من عبادك المؤمنين..

دمتم بود وصلى الله وسلم على خير الورى..