رشقة سهممقالات

الزعيم بابا فرحان

الزعيم بابا فرحان

✍🏼أ.احمد عزير

عبر التاريخ وعلى مر العصور الزعامة والزعماء هناك معايير واستحقاقات تتركز وتتمحور حولها أهمها الشجاعة والحكمة والكرم والبذل والعطاء ومساعدة الآخرين والتضحية والوفاء والولاء للمنظومة .
ولو تتبعنا عبر التاريخ منذ الخليقة لرأينا العجب العجاب في اسماء وأعمال الزعامات بمعزل عن الدين والمذهب والعرق واللون وليس شرطًا أن تجتمع كل تلك الاستحقاقات في شخص واحد لكن على الأقل أن يظفر بواحدة منها .
والوراثة والبئية عاملان لا يستطيع الباحث العلمي إغفالهما في مسألة الزعامة والرئاسة لإي مجتمع صغر ام كبر .
حقيقة زعيمنا في هذا المقال شذ عن القاعدة لذا الكتابة عنه هنا في هذا المقال فهو بفضل الله لا يتمتع بإي صفة من صفات القيادة والزعامة فلا هو بالشجاع ولا الكريم ولا الحكيم ولا الباذل المعطاء ولا يجيد الرماية وركوب الخيل وليس له مجلس زعامة يستقبل فيه الوفود والمتخاصمين فيحكم بينهم -مثل المسلسلات البدوية ولم يقلد حتى الشيخ الحميدي -بل بالعكس اذا سمع بمتخاصمين هرع الى كل واحدٍ منه على حدة ليوغر صدره على صاحبه 
بل بعكس كل اولئك وفوق هذه كلها كاد الغباء أن يُسمى على إسمه من شدة ما وصف به .
قرأنا وسمعنا عن زعماء وزعامات من القبيلة الصغيرة إلى الدولة العميقة وصولا لزعيم العصابة وسمعنا عن تفرد بتلك الاستحقاقات الا صاحبنا الزعيم بابا فرحان زعيم مقاطعة “شنقهاري” بجزر “الواق واق” الذي أضحى زعيمًا جديدًا لتلك المقاطعة ولا يملك مؤهلات سوى الضحك والبلاهة والسر في تسميته بهذا الاسم “بابا فرحان” لأنه تقلد منصب الزعامة خلفًا لأبيه “بابا زعلان” لانه لم يُرى طيلة فترة زعامته إلا عابسًا عبوسًا مقطب الجبين (لزوم المنصب) فكرهه سكان المقاطعة فعندما تولى ابنه الغبي الأبله فكر وقدر ثم فكر وقدر فقال أكون بعكس والدي فرحًا ضاحكًا طيلة فترة زعامتي حتى لا يكرهونني سكان المقاطعة ومن يومه فرحان وسمي “بابا فرحان ” ولا يعلم من يومه لماذا هو فرحان ؟

الزعيم بابا فرحان

وحتى اذا ذهب إلى أهل عزاء مكلومين من شدة الحزن أتاهم فاغرًا فاه ضاحكًا هاشًا باشًا فهو غير مستعد أن يتنازل عن استحقاقه في كل وقت وحين .
المفارقة إن سكان مقاطعة “شنقهاري” تسودهم الكآبة والحزن لا يفارق محياهم حتى الغرباء من بلاد الهند والسند يأتون اليهم سعداء ولا يلبثوا مع مرور الوقت إلا وأصبحوا أشد الناس حزنا وكنت عندما أمتطي فرسي الأسود وأتجول في الطرقات وأتفرس في الوجوه الواجمة تتمنى أن ترى شخصًا مبتسمًا ضاحكًا فيقفز لك الشيخ بابا فرحان بابتسامته الغبية البلهاء الحمقاء فتعود من زيارة تلك المقاطعة صابرًا محتسبًا وشاكرًا ذاكرًا .
ومن المفارقات العجيبة من تلك المقاطعة الغريبة أن شعراءها إجتمعوا وقرروا كتابة قصيدة وتغنوا بها كل عيد في الطرقات داعين المولى أن يبقيه لهم ذخرًا.
(يابابا فرحان استنى شوية
عاوزين نشوفك السنة الجاية )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى