جمعة مباركةمقالات

هزيمة إسرائيل

✍🏼د.علي الشعواني

الحمدلله الذي بحمده تتم الصالحات؛ رغم المآسي والمجازر والإبادة الجماعية في غزة، ورغم قتل النساء والأطفال وهذا أقصى ما يستطيع عمله الجيش الإسرائيليّ الجبان، إلا أننا نرى الهزيمة في التقارير الإسرائيلية المختلفة من جميع الوزارات الإسرائيلية في الصحة والدفاع وحتى الخارجية، وكل هذه التقارير تؤكد الانهزامية في الكيان الإسرائيليّ، فمع الخسران الإسرائيليّ في الجنود، والخسارة الاقتصادية الضخمة هنالك خسران معنوي وميداني كبير، وسبحان القائل في محكم التنزيل : {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ..} ..

وأقر الجيش الإسرائيلي بأنه يواجه المشكلة الكبرى في الصحة النفسية منذ عام 1973، وذلك على خلفية الحرب التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مع جيش الاحتلال منذ عمليات سبع أكتوبر
وجاء ذلك في تصريحات رئيس قسم الصحة النفسية في الجيش الإسرائيلي لوسيان ليئور لصحيفة هارتس،
وقد أدلى جندي إسرائيلي عاد من قطاع غزة باعترافات صادمة أمام جلسة في الكنيست، مؤكدا أنه “يتبول على نفسه” من الرعب ليلا.
وقال الجندي أفيخاي ليفي، الذي انسحب من معارك غزة: “أتخيل الآن أن قذائف (آر بي جي) تطير فوق رأسي.. وأتخيل نفسي داخل الجرافة وأقاتل وأشم رائحة الجثث من زملائي .

وقال “أتبول على نفسي خلال نومي من الخوف.. وإذا لم أشرب زجاجة كحول فلا أتمكن من النوم”.

وحمّل مسؤولية ما حصل له ولرفاقه للحكومة الإسرائيلية، قائلا إن “هذه الحكومة تخلت عنا في الحرب.

مع العلم أن وزارة الصحة الإسرائيلية صرحت أن ما يزيد عن 30% في المائة من الجيش الإسرائيليّ أصيبوا بحالات الرعب والرهبة والاكتئاب والأمراض النفسي، ة وأن ما يزيد عن 10% تم إبقاؤهم في المستشفيات، ولا يستطيعون العودة إلى مواطن القتال، وبالتالي و كحد أدنى ربع الجيش الإسرائيليّ دخلوا في نوبات نفسية، ولا يستطيعون مواصلة الحرب، أي حوالي تسعين ألف مقاتل ناهيك عن فرار ثمانين ألفا من الجيش خلال المطارات الإسرائيلية؛ حيث لا يوجد نظام في إسرائيل يمنع الجنود من السفر خلال إجازاتهم الرسمية، وبالتالي فنحن نتكلم عن مائة وسبعين ألف جندي، وهذا يعني نصف العدد الذي شاركت به إسرائيل في حرب غزة ،وهذا غير القتلى والمصابين الذين تجاوزوا الآلاف مِن الجنود الإسرائيليين..

وصرح الكاتب الإسرائيليّ كاكي حوجي ستزداد هجرة الأدمغة من إسرائيل”، متسائلا: “كم من الآباء سيطلبون من أبنائهم الذين يدرسون في الخارج أن يعودوا إلى وطنهم؟”، وأجاب: “لن يوافق الآباء على عودة أبنائهم من الخارج مرة أخرى، بل وإن عددا قليلا جدًا من المستثمرين بدأوا بالفعل في الوقوف على أقدامهم، ولن يقوموا بالاستثمار في إسرائيل بدون أدمغة وبدون استثمارات، وبالتالي فإن إسرائيل في طريقها لتصبح دولة من دول العالم المتخلفة جدًا، وقد هاجر من إسرائيل منذ بداية اندلاع الحرب في غزة ما يزيد عن مليون إسرائيلي.

كما قال الكاتب الإسرائيلي، يوفال نوح هراري:” إن حركة حماس تقترب من إلحاق هزيمة سياسية بإسرائيل؛ لأن “الحملة في غزة لا تتعلق بمن يقتل المزيد من الناس، بل بمن يقترب من تحقيق أهدافه السياسية”..

وختاما نقول اللهم رد عن أهل فلسطين وغزة كيد إسرائيل، وفل حدها، وأزل دولتها، وأذهب عن أرضك سلطانها، ولا تدع لها سبيلاً على أحد من عبادك المؤمنين..

دمتم بود وصلى الله وسلم على خير الورى…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى