المخدرات والمؤثرات العقلية!! تهديد مستمر واستدامة القوة الاجتماعية

في 26 يونيو من كل عام، يحتفل العالم باليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع، وهو فرصة لتسليط الضوء على الجهود العالمية والوطنية لمكافحة هذه الآفة. تاريخ المخدرات والمؤثرات العقلية طويل ومعقد، حيث يعود استخدام هذه المواد إلى العصور القديمة. في المجتمعات الإنسانية، كانت المخدرات جزءاً لا يتجزأ من الطقوس الدينية والاجتماعية. ومع ذلك، أدى غياب الإدارة والوعي بخطرها إلى أن تصبح المخدرات جزءاً من الثقافة العامة في العديد من المجتمعات.

الاستخدام القديم للمخدرات في الطقوس الاجتماعية والدينية

في الحضارات القديمة، كانت المخدرات تُستخدم لأغراض دينية وطبية، وكان يُعتقد أنها تساعد في التواصل مع الآلهة أو الأرواح. على سبيل المثال، استخدم الفراعنة نباتات مثل القنب والحشيش في طقوسهم، بينما استخدمت شعوب أمريكا الجنوبية نبات الكوكا.

الآثار الجانبية السلبية للمخدرات

استخدام المخدرات يؤدي إلى العديد من الآثار الجانبية السلبية التي تؤثر على الفرد والمجتمع، منها.

.. تدهور الصحة البدني يؤدي تعاطي المخدرات إلى مشاكل صحية خطيرة مثل أمراض القلب، الفشل الكبدي، والفشل الكلوي.

.. تأثيرات نفسية تشمل الاكتئاب، القلق، والهلوسة، مما يزيد من مخاطر الانتحار والأمراض العقلية الأخرى.

.. الإدمان يؤدي تعاطي المخدرات إلى الإدمان، مما يجعل الفرد غير قادر على التوقف عن استخدامها ويؤدي إلى تدهور حالته الصحية والنفسية والاجتماعية.

.. تدمير العلاقات الاجتماعية**: يؤدي تعاطي المخدرات إلى تدمير العلاقات الأسرية والاجتماعية، حيث يفقد المدمن الدعم الاجتماعي ويصبح منعزلاً.

…مشاكل قانونية

قد يؤدي تعاطي المخدرات إلى تورط الأفراد في أنشطة غير قانونية، مما يعرضهم للعقوبات القانونية والسجن.

.. انخفاض الأداء الأكاديمي والمهني

يؤدي تعاطي المخدرات إلى تدهور الأداء الأكاديمي والمهني، مما يؤثر على مستقبل الأفراد بشكل سلبي.

الموقف الدولي تجاه المخدرات وتطورها

مع مرور الوقت، تطورت أشكال وأنواع المخدرات، مما دفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم للوقاية منها ومحاربتها. وللأسف، أصبحت بعض الدول تستغل الفراغ الأمني والفساد السياسي لترويج المخدرات بالتعاون مع العصابات الإرهابية. هذه الممارسات أدت إلى تهديد داخلي كبير في مجتمعاتنا، حيث دمرت البنية الاجتماعية وأصبحت تهديداً لمصادر القوة الوطنية.

جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة المخدرات

منذ بداية الحملات الدولية التي تشرف عليها هيئة الأمم المتحدة، كانت المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في تثقيف المجتمعات حول خطورة تجارة واستخدام المخدرات. ومع ذلك، لم يصل التعاون الدولي إلى مرحلة التكامل القانوني والأمني والإعلامي المطلوب. هناك دول لها سياسات محددة تجاه المخدرات، وفشلت بعض الدول في الحد من الاستخدام غير الشرعي لهذه المواد بسبب غياب التخطيط الاستراتيجي والتكامل في المكافحة والوقاية والعلاج.

شعار اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع لعام 2024

شعار هذا العام هو

“الأدلة واضحة: استثمر في الوقاية”

هذا الشعار يسلط الضوء على أهمية السياسات الفعالة للتعامل مع المخدرات والتي يجب أن تكون مبنية على العلم والبحث والتعاطف واحترام حقوق الإنسان وفهم عميق للآثار الاجتماعية والاقتصادية والصحية لتعاطي المخدرات.

هذا العام، يدعو اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع إلى

زيادة الوعي والفهم تعزيز الوعي باستراتيجيات الوقاية القائمة على الأدلة.

الدعوة إلى زيادة الاستثمار: تشجيع الحكومات وصناع السياسات وإنفاذ القانون على الاستثمار أكثر في الوقاية والعلاج والتأهيل.

تعزيز التعاون الدولي: تعزيز التعاون الدولي والشراكات لمكافحة المشكلة العالمية للمخدرات.

هذا الشعار يؤكد على أهمية اتباع نهج قائم على الأدلة العلمية والتعاطف والاحترام لحقوق الإنسان في التصدي لمشكلة المخدرات على المستوى العالمي.

استراتيجيات المملكة في مواجهة المخدرات

تستمر المملكة في مواجهة الحرب على المخدرات والمؤثرات العقلية من خلال استراتيجيات وطنية تشمل الجوانب الأمنية والإعلامية والوقائية والعلاجية. تهدف هذه الاستراتيجيات إلى حماية المجتمع السعودي من هذه الآفة التي تدمر الشباب وتهدد التنمية المستدامة.

أهمية التوعية والثقافة النفسية

في الختام، يجب علينا أن نرفع درجة الوعي بالثقافة النفسية لتكون أحد أعمدة القوة أمام ترويج هذه السموم. كما يجب الاهتمام بالأسرة والتربية على القيم والمبادئ لتحصين الشباب ضد هذه المخاطر.

✍🏼د/ فواز كاسب العنزي

أخصائي توجيه وإرشاد نفسي

26 يونيو 2024م.