البُعد عن النمط اليومي والتغيير في السلوك
✍🏼عبد القادر بن سليمان مكي
من حين لآخر عندما يعتاد عقل الإنسان على القيام بنفس الشيء كل يوم دون أي تجديد يُذكر، تشعر حينها أن الوقت يمر أسرع مما تتخيل دون أن تُنجز ما تُريد وما نعنيه بالوقت هنا ليس يومًا أو اثنين بل حياتك بأكملها.. بالتالي لا بد أن تسعى للقيام بشيء مختلف من حين لآخر مارس رياضة الجري أو ركوب الدراجات في أيام العطلات مثلًا أو حتى أستغل أبسط الأشياء لتغيير روتينك كالذهاب من طريق مختلف للعمل والتأمل في أدقّ تفاصيله؛ ففي بعض الأحيان يتوجب عليك القيام بتغيرات جذرية مثل تغيير وظيفتك أو سكنك والانتقال لمدينة أخرى لو كنت غير سعيد بعملك فاجئ نفسك؛ فلو كنت تتوقع تصرفاتك وردود أفعالك في أي وقت وأي مكان فهذا؛ لأنك لا تقوم بأي شيء خارج عن المألوف لتكتشف نفسك حقًا، اذهب لأماكن جديدة بمفردك واترك لنفسك العنان لترى كيف ستتصرف عندما تتخلى عن شعور الأمان الذي تبحث عنه باستمرار لو قضيت حياتك تفعل نفس الشيء في نفس المكان وتتحدث مع نفس الأشخاص كل يوم باستمرار؛ فقد ترحل عن هذا العالم دون أن تعرف من تكون، اشترك في أحد الأنشطة التطوعية الاجتماعية، ابحث عن أشخاص لهم نفس اهتماماتك وطريقة تفكيرك قدر الإمكان كي تستمتع بالتواجد معهم مهما كانت هذه الجماعات سواء في نوادي اجتماعية أو دينية أو حتى عبر شبكة التواصل الاجتماعي الأهم أن تكون على توافق مع الطابع العام للمكان كي لا تشعر أن تواجدك بينهم يُشكل عبئًا عليك هناك الكثير من النوادي والمجتمعات التي تم إنشاؤها عبر مواقع التواصل الإجتماعي وعبر الإنترنت عمومًا ابحث عنها واشترك في إحداها إن لم تجد من يتوافق معك في محيط حيك أو مدينتك.
تغيير النمط اليومي الهدف منه إنعاش الحياة الطبيعية والروتين اليومي مع تغيير النمط الغذائي والاجتماعي والترفيهي؛ ولذلك أنا أحب السفر وأحب التنقل ولايعني أن يكون السفر للخارج بل حتى الداخل.
يقول الشاعر
إِنّي رَأَيتُ وُقوفَ الماءِ يُفسِدُهُ
إِن ساحَ طابَ وَإِن لَم يَجرِ لَم يَطِبِ
