مقالات

هيئة تقويم التعليم أول جهة تنقل خبراتها لأكثر من 80 دولة في العالم

✍🏼خالد بن محمد الفريجي

تشهد أكثر من 30000 مدرسة في المملكة العربية السعودية حراكًا كبيرًا نحو تحقيق معايير الجودة وحوكمة الإجراءات التي تُمارس في المدارس وصولًا لمنتج جيد يتمثّل في تدريس عالٍ وواعٍ ومحقق للابتكار .
هذا الحراك يقف خلفه هيئة وطنية متميزة أطلق عليها مُسمى: (هيئة تقويم التعليم والتدريب) تأسست عام 1438هـ بقرار من مجلس الوزراء.
وطيلة تلك السنوات القليلة أنجزت الهيئة الكثير من العمل المميز حتى أنها أصبحت أول جهة تعليمية في العالم يتم نقل تجربتها لأكثر من 80 دولة .
هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ بل من خلال عمل دؤوب ومنتج أثمر عنه إطلاق الكثير من الاختبارات الوطنية (نافس) واستطلاعات رأي للوقوف على واقع الحال أسهم في معرفة الكثير من الجوانب المؤثرة في النظام التعليمي، وأوجدت مقاييس لترتيب المدارس وفق معايير محددة أسهم في زيادة التنافسية الإيجابية بين المدارس، وكشف مكامن الخلل -إن وجدت-.
ورغم هذا الزخم الهائل من البرامج والمبادرات والمقاييس لم يكن ولي أمر الطالب والطالبة غائبًا عن هذا الحراك الذي تقوم به الهيئة بل إن التواصل مفتوح على مصراعيه أمامهم للإدلاء بآرائهم وتتبع رحلة أبنائهم في المراحل المتعددة للتعليم عبر قنوات أوجدتها الهيئة إيمانًا منها بشراكة الأسرة ودورها الهام في رسم طريق النجاح لأبنائهم .
توجه الهيئة لاستقطاب أصحاب الخبرة والكفاءة من متقاعدي التعليم والجامعات أضاف لها بُعدًا إنسانيًا وذكيًا في استثمار تلك الطاقات والخبرات الكبيرة للاستفادة منها في تشكيل الفرق التقويمية التي تقوم بزيارات مجدولة ومنظمة لشرائح متعددة من المدارس ما أضاف زخمًا من الخبرات لتلك المدارس لا سيما وأن أعضاء تلك الفرق لديهم من الخبرات والنضج؛ ما يجعلهم مفيدين جدًا لتلك المدارس، وهذه الخطوة الرائعة من الهيئة جعلها رائدةً في هذا المجال على مستوى المنظمات والهيئات في المملكة؛ إذ أوجدت أيضًا فرصًا رائعة للراغبين في العطاء وخدمة التعليم وفق تلك القنوات المتاحة .
لم يكن التدريب غائبًا عن المشهد بل إنه تم ايجاد المسار لتدريب أعضاء الهيئة والفرق المشكلة على مهارات الحوكمة ومؤشرات الأداء، والكثير من مهارات التقويم وفق أحدث الطرق المتبعة في العالم بهذا المجال؛ فأصبح من مهام الهيئة تقويم المراكز والمعاهد التدريبية، وأوجدت تصنيفات ومؤشرات تلتزم تلك المعاهد والمراكز في تطبيقها للوصول إلى الأداء المتميز .
كل ما قلته أعلاه هو ليس من نسج الخيال أو من باب تضخيم صور غير حقيقية بل هو من شاهد عيان لامس كل ذلك .
وهذا الشاهد هو كاتب هذه الأسطر فمن خلال عملي مديرًا لمدرسة وخبرة 34 عامًا في خدمة التعليم وممارستي للتدريب لأعوام جاوزت الـ15عامًا جعلني ألمس مدى التغيُّر الذي حصل في التعليم والتدريب، وهو ما يُبشر بمستقبل جدًا رائع؛ لتتحول تلك المدارس لمنارات إشعاع حقيقية وليس تنظيرية مع التوجه الأخير لوزارة التعليم في منحها المزيد من الصلاحيات ومساحات حرية تكفل لها أن تقوم بدورها دون ضغوط إدارية تعرقلها عن ممارسة عملها بسلاسة جيدة .
أتوقع ومن منظور شخصي أن تتحوّل مدارسنا في القريب العاجل إلى فروع وزارة، وستصبح مدارسنا مطابخ للفكر والتعليم، وترسيخ القيم الإنسانية النبيلة وفي ضوء ذلك سترتفع معدلات الأداء للمعلمين بما يتوافق مع التوجه نحو الإبداع .
مدرب وكاتب سعودي “الهيئة العامة لتنظيم الإعلام 511097”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى